انهيار كامل للوضع الصحي وأمراض خطيرة.. ماذا يحدث في غزة؟

متن نيوز

تعرضت الخدمات الصحية في غزة لهدم شديد، حيث اضطر الفريق الطبي المنهك بعد ثلاثة أشهر من الحرب إلى استخراج الشظايا دون مسكنات كافية، وتنفيذ عمليات بتر دون توفر مخدرات، ما تسبب في معاناة كبيرة، وشهدوا أيضًا وفي ظل نقص المرافق والأدوية، وفاة الأطفال بسبب السرطان، مما يعكس الأوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الصحي في المنطقة.

 

ويؤكد الأطباء أن عشرات الآلاف المصابين بأمراض مزمنة في غزة يعانون من غياب العلاج لعدة أشهر، ويعتبرون الآن "دون دفاعات"، حيث أثرت سوء التغذية والبرد والتعب على أجسادهم، وفي حادث مأساوي آخر، توفي طفل مصاب بحالة دماغية قبل وصول فريق الأمم المتحدة بالأدوية الحيوية.

 

وأفاد متخصصون في مجال مرض السرطان لصحيفة الغارديان بعدم قدرتهم على علاج المرضى الذين يحتاجون بشدة إلى العلاج، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من سرطان الدم أو الأورام التي تتطلب جراحة فورية لإنقاذ حياتهم.

 

وأكد الدكتور صبحي سوكيك، مدير عام الأورام في غزة والمدير العام لمستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، على صعوبة الوضع، حيث قال: "لا نستطيع إجراء العمليات الجراحية ونفتقر إلى الأدوية تمامًا"، وأضاف أن قسم الأورام الرئيسي في المستشفى تم إغلاقه في بداية نوفمبر.

 

وأوضح أن هناك مرضى يعانون من سرطان يهاجم الكبد والعظام والرئتين، ويجد نفسهم دون فرص للعلاج، ويضيف: "يجب أن أشرح لهم حالتهم وأنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به، وتابع: "ولدينا مرضى سرطان الدم، بما في ذلك الكثير من الأطفال، الذين ماتوا، وليس لديهم آلية دفاع، وفي هذه البيئة يكونون معرضين للخطر للغاية."

 

ومن بين 36 مستشفى في غزة، يظل 15 مستشفى فقط مفتوحين، وثلاثة منها لم تتعرض للتلف، ووفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، يعاني 350 ألف شخص في غزة من أمراض مزمنة ويفتقرون إلى معظم الأدوية، كما تتسارع انتشار الأمراض في الأماكن المزدحمة وغير الصحية، حيث يشير حسين عودة، الذي يعيش في كلية للتدريب المهني تابعة للأمم المتحدة، إلى ارتفاع حالات الإسهال والتهابات الصدر بين الأطفال، بالإضافة إلى حالات التهاب الكبد الوبائي (أ).

 

وتجري محاولات لإعادة فتح مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، الذي أصبح مركزًا لحرب دعائية شرسة العام الماضي بعد اتهام إسرائيل باستهدافه عمدًا، كما تم نفي ذلك من قبل المسؤولين الإسرائيليين الذين ادعوا أن حماس استخدمت الموقع لأغراض عسكرية.

 

ورغم استئناف الشفاء لتقديم الخدمات الأساسية بعد توقفه بشكل كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية، إلا أن المستشفى يواجه تحديات هائلة مثل نقص الوقود والكهرباء والأدوية. 

 

ويأمل المدير مروان أبو سعدة في افتتاح وحدة العناية المركزة في الأسبوع المقبل، ولكن تظل المشكلات الهيكلية تؤثر في الخدمات.

 

ومع قلة الوقود في غزة بسبب القيود الإسرائيلية، تتسبب في نقص وسائل النقل وتعيق الوصول إلى الرعاية الطبية.

 

وفي حالات مأساوية، يضطر الأهالي إلى استخدام وسائل نقل بدائية للوصول إلى المستشفيات.

 

و في سياق ذلك، قال أحد مسؤولي الأمم المتحدة في خان يونس إنه بحث عن حمار لنقل والده الذي كان يعاني من نوبة قلبية.

 

تجسد حالات أخرى من اليأس مثل بتر ساق الطفلة دون تخدير في المنزل بسبب نقص التجهيزات الطبية، وتكمن تلك القصص في التصدي لتحديات هائلة للمستشفيات والمرافق الطبية في ظل الظروف الصعبة في غزة.

 

وانقطاع الاتصالات لعدة أيام، الذي تفرضه إسرائيل جزئيًا، يسبب مشاكل جسيمة حيث يمنع المحتاجين من استدعاء سيارات الإسعاف. 

 

وطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تتوجه إلى مواقع الغارات أو القصف لكن هناك تحديات بالنسبة للحالات الطارئة كالولادات، مما يؤدي إلى ولادات في المنازل أو الخيام دون رعاية طبية.

 

ويتسبب الوضع في عدم قدرة سيارات الإسعاف على دخول المناطق العسكرية الإسرائيلية وصعوبة الوصول إلى المتضررين، مما يؤدي إلى حالات طويلة من تأخر الدفن وتفاقم الأوضاع الإنسانية.

 

كما تسببت الهجمات الإسرائيلية في تدمير وتضرر عدة سيارات إسعاف، مما يقلل من قدرة الهلال الأحمر على تقديم الخدمات بشكل فعال.

 

وبعد الهجوم الإسرائيلي على غزة هجوم حماس في إسرائيل أسفر عن عدد كبير من الضحايا، معظمهم من المدنيين، وأثار مخاوف بشأن الوضع الإنساني الحالي في القطاع.

 

فتقول إسرائيل إنها تحاول تجنب الخسائر بين المدنيين، فيما تتهم حماس باستخدام السكان المحليين كدروع بشرية،  مع تنفي حماس هذه الاتهامات.

 

و تقول مسؤولون إسرائيليون إنهم لا يستهدفون سيارات الإسعاف التي تقل المدنيين، لكنهم يؤكدون أن حماس تستخدم بعض هذه السيارات لنقل المقاتلين أو الأسلحة.

 

وفي ظل الظروف الحالية، تتسارع الحاجة إلى الرعاية الصحية في رفح، حيث يضاعف الضغط على المستشفى الصغير وعلى المستشفيات الميدانية.

 

كما أن النقص في التشخيص والعلاج يشكل تحديًا كبيرًا، حيث يعبر الأطباء عن القلق بشأن انعدام الموارد والتقنيات الطبية الحديثة.

 

ومع استمرار التصعيد العسكري، تعتزم إسرائيل إنشاء مستشفيات ميدانية إضافية لتقديم الرعاية الطبية، ولكن التحديات الإنسانية والطبية في غزة تبقى ضخمة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها السكان والمستشفيات.

 

والتباين بين الخطاب الرسمي والواقع على الأرض في غزة واضح، حيث تستمر الغارات الجوية والقصف المدفعي وتحركات الدبابات، مما يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية ويعرض السكان للعديد من المخاطر. 

 

ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة يشير إلى انفصال بين الخطاب والواقع، مشيرًا إلى العواقب الإنسانية الوخيمة.

 

ويعبر رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عن قلقه إزاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة، مؤكدًا أن المزيد من المساعدات هو الضروري لتفادي الأزمة الإنسانية.

 

وإسرائيل تقر بالسماح بدخول "الحد الأدنى" من المساعدات، ولكن الوضع يتطلب جهود إضافية لتلبية احتياجات السكان.

 

كما تشمل التحديات أيضًا صعوبات مغادرة المنطقة، حيث كان يعالج المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الكيميائي في إسرائيل قبل النزاع، لكن هذا أصبح أمرًا صعبًا جدًا الآن. 

 

ومع اندلاع النزاع، يتسع محدودية الوصول للعلاج في الخارج، مما يتسبب في تفاقم الوضع الصحي في ظل تشخيص حالات السرطان الزائدة في غزة.

 

والأوضاع في مستشفى الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة تظهر تحديات كبيرة، حيث تم تحويل المستشفى وغيره من المرافق الطبية إلى مأوى للآلاف من النازحين، مما يجعل الرعاية الطبية تصبح صعبة للغاية.

 

كما أن الحشود الكبيرة والظروف الضيقة تجعل الرعاية التلطيفية للمحتضرين تحتاج إلى جهود إضافية في ظل ظروف صعبة وضوضاء كبيرة.

 

وشهد الطبيب البريطاني الذي هذه الوضعية يصف المستشفى بأنه تحول إلى مكان إقامة للنازحين، مع اكتظاظ بالمرضى وضيق في الظروف وتحول القسم الطارئ إلى "جناح للمرضى الداخليين".

 

وتظهر الأوضاع الصعبة التي يواجهها السكان والمرضى في غزة جراء التصعيد العسكري وتأثيره على البنية التحتية الصحية في القطاع.

 

والوضع في غزة يظهر الكثير من الألم والمعاناة، حيث يتعرض الأطفال لإصابات خطيرة وحروق جسيمة. 

 

كما أن القليل منهم يأتون وحيدين، وكثيرون يصطحبون معهم حشود من الأقارب الباحثين عن المساعدة لأحبائهم.

 

و النقص في المرافق والإمدادات يؤثر على إمكانية تقديم الرعاية الطبية الفورية وقد يضطر بعض الجرحى إلى الانتظار لعدة أيام قبل إجراء العمليات الجراحية.

 

وتظهر تصريحات مسؤولين إسرائيليين التحذير من استخدام حماس للبنية الصحية لأغراض إرهابية، مما يعقد الوضع الإنساني ويفاقم التحديات الطبية في ظل التصعيد الحالي، وتبقى آمال الناس في غزة معلقة على أمل أن يتم إنهاء النزاع قريبًا لتجنب المزيد من المعاناة والخسائر البشرية.