على هامش قمة عدم الانحياز.. نشاط مكثف لوزير الخارجية بشأن الأوضاع الإقليمية

سامح شكري
سامح شكري

‎حرص السفير سامح شكري على إجراء عدد من اللقاءات مع نظراءه وزراء خارجية البحرين والهند وبيلاروسيا بشأن الأوضاع الإقليمية في المنطقة، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على غزة، والتوترات الأمنية في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق ذكر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، أن سامح شكري وزير الخارجية عقد اليوم، اجتماعًا ثنائيًا مع الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين على هامش انعقاد قمة عدم الانحياز في كمبالا.

وأوضح المتحدث الرسمي، أن الوزير شكري أكد في بداية اللقاء على اعتزاز مصر بعمق وتشعب مسار العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وما وصلت إليه من مستويات متميزة من الإخاء والتضامن على ضوء الحرص المتبادل بين قيادتي البلدين على تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، معربًا عن الحرص على مواصلة العمل والتنسيق الثنائي، بما فى ذلك تحت مظلة العمل العربي المشترك، لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة، وفي إطار الرئاسة البحرينية القادمة على مستوى القادة والترتيبات الجارية لانعقاد القمة العربية في المنامة.

وأضاف السفير أحمد أبو زيد، أن مناقشات الوزيرين تركزت بشكل مستفيض على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، ومسارات التحرك السياسية والدبلوماسية الهادفة لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، حيث أكد الوزيران على مواصلة تكثيف التحركات على الصعيدين الإقليمي والدولي تجاه حتمية تحقيق وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستدام، تنفيذًا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصِلة، ولوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المخالفة لكافة أحكام القانون الدولي الإنساني.

وأوضح السفير أبو زيد، أن مباحثات الوزيرين امتدت كذلك لتشمل التصعيد المستمر في المنطقة على خلفية الأوضاع في غزة، ومنها التطورات على الساحة اللبنانية، وفي العراق، وتهديدات أمن الملاحة في البحر الأحمر، حيث حذر الوزير شكري من مغبة توسيع رقعة الصراع في المنطقة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وضرورة تكثيف العمل العربي المشترك لمواجهة هذا السيناريو وتجنب تداعياته المهددة لسلامة ومقدرات شعوب المنطقة.

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني تقدير بلاده الراسخ لأطر العلاقات الأخوية التي تجمع بين مصر والبحرين، والأهمية التي توليها بلاده لتنمية وتعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، مشددًا على الحرص لتكثيف التشاور والتنسيق الثنائي إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك سواء على الصعيد الثنائي لدفع مسار العلاقات لآفاق أرحب، أو فيما يتعلق بدفع جهود التهدئة لتعزيز ركائز السلم والأمن في المنطقة العربية.

الهند

كما التقي وزير الخارجية سامح شكرى، اليوم الجمعة،  جيى شانكار وزير خارجية الهند، وذلك على هامش اعمال القمة التاسعة عشر لحركة عدم الانحياز بكامبالا

‎وصرح السفير أحمد أبو زيد، المُتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن الوزير شكرى استهل اللقاء بالتأكيد على أهمية استغلال الزخم المترتب عن تكثيف الزيارات رفيعة المستوي بين البلدين خلال العام المنصرم، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تلك الزيارات من شأنها دعم تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب

‎وفى ذات السياق، اتفق الوزيران على أهمية إنشاء فريق عمل لمتابعة تنفيذ المشروعات الهندية القائمة  في مصر، وخاصة المشروعات التي تم تدشينها في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث أكد الوزير شكرى على الأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتعزيز استثمارتها في هذا المجال، لما يمثله من أولوية للجانب المصرى. كما اتفق الوزيران على  أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في عدد آخر من المجالات، وعلى رأسها قطاع الأدوية والمجالات ذات الصلة بالطاقة المتجددة  وقطاع تكنولوجيا المعلومات

‎وأردف السفير أحمد أبو زيد بأن اللقاء تطرق أيضا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، بما في ذلك تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسبل دفع جهود التهدئة وخفض التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث حرص الوزير الهندي على الاستماع لتقديرات الوزير شكرى بشأن الوضع الحالي في قطاع غزة، وأعرب عن تقدير دولته للجهود التي تبذلها مصر لوضع حد لهذه الازمة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني

 ‎اتّصالًا بما سبق، أعرب الوزير الهندي عن شواغل بلاده إزاء التطورات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، مشيرًا في هذا السياق إلى استهداف عدد من سفن بلاده بالقرب من السواحل الهندية، وأن هذا الأمر له تداعيات وخيمة على الملاحة الدولية، خاصة على ضوء اهتمام الهند الكبير بممرات التجارة الدولية، بما يتعاظم معه حجم التأثر والمشكلة التي تواجهها الهند نتيجة تلك التطورات. وقد عقب السيد وزير الخارجية بأن كافة التطورات الاخيرة في اقليم البحر الأحمر ومنطقة جنوب آسيا تعد مؤشرًا علي اتساع رقعه الصراع بالفعل، وهو ما حذرت منه مصر مرارا وتكرار منذ الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة في غزة، وبما يستوجب وضع حد لتلك الأزمة فى اقرب وقت

‎وفى ختام اللقاء، جدد الوزيران التزامهما بالعمل في إطار حركة عدم الانحياز  لتحقيق الأهداف المشتركة للحركة، حيث إن اللقاءات المتعددة التي جمعت بين السيد الرئيس ورئيس الوزراء الهندي عكست تشابهًا في الأولويات التنموية والمواقف السياسية للبلدين سعيًا نحو تحقيق السلام والاستقرار على المستوى الدولي، وكذا اهتمام الدولتين بالقضايا التي تعتلى أوليات الدول النامية، والتى من المقرر مناقشتها خلال القمة التاسعة عشر لحركة عدم الانحياز.

وزير خارجية بيلاروسيا 

عقد وزير الخارجية سامح شكري اجتماعًا ثنائيًا مع وزير خارجية بيلاروسيا "سيرجي ألينيك"، وذلك على هامش اجتماعات قمة دول عدم الانحياز التي تستضيفها العاصمة الأوغندية كمبالا.

وكشف السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن الوزير شكري أشاد بوتيرة الزيارات المتبادلة بين البلدين على أعلى المستويات، حيث قام السيد رئيس الجمهورية بزيارة "مينسك" في يونيو ٢٠١٩، فيما قام الرئيس البيلاروسي بزيارة مصر مرتين في عامي ٢٠١٧ و٢٠٢٠، ووجَّهَ دعوة للسيد الرئيس لزيارة بيلاروسيا مُجددًا. كما تم الترحيب بانعقاد الاجتماع الثالث لمجموعة العمل المصرية البيلاروسية المشتركة للتعاون في المجال الصناعي الذي عُقِدَ في يوليو ٢٠٢٣، وكذا استضافة القاهرة للدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري في نوفمبر من العام الماضي.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن اللقاء تناول كذلك سبل تعميق أوجه التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يشمل قطاعات الصناعات الثقيلة والسكك الحديدية والتصنيع الغذائي والميكنة الزراعية. كما تم الاتفاق على المضي قدمًا نحو ترتيب انعقاد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين الجانبين خلال النصف الأول من العام الجاري.

وأوضح أبو زيد أن الوزيرين توافقا أيضًا حول دراسة تدشين خطوط الطيران المباشر بين مصر وبيلاروسيا، تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق مع الجانب البيلاروسي للسماح لشركات الطيران المصرية بتسيير رحلات منتظمة بين القاهرة ومينسك، وكذلك لربط العاصمة البيلاروسية بالمنتجعات السياحية المصرية، بهدف استقبال مزيد من السائحين من بيلاروسيا في مختلف المدن السياحية بمصر خلال الفترة المقبلة.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير الخارجية استعرض تطورات الأوضاع في غزة، وكذا الدور الحيوي الذي تقوم به مصر في إطار مساعيها الحثيثة لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية دون أية عوائق إلى القطاع، فضلًا عن الجهود الدؤوبة التي تضطلع بها القاهرة لوقف إطلاق النار، والتحذير المستمر من مخاطر استمرار ذلك الوضع على أمن واستقرار المنطقة، والتخوف من خطورة اتساع رقعة الصراع إلى المحيط الإقليمي.