"مقل رهينتين إسرائيليتين".. هل يُعقّد المفاوضات بين إسرائيل وحماس؟

متن نيوز

أعلنت المقاومة الفلسطينية عن مقتل رهينتين إسرائيليتين في مقطع فيديو نشرته، زاعمة أنهما قتلا جراء غارات جوية إسرائيلية، والرهينة نوا أرغاماني (26 عاما) ظهرت في الفيديو تحت الإكراه، تكشف عن مقتل رجلين آخرين كانوا محتجزين معها، ولم يتضح متى أو أين تم تصوير الفيديو، ولم يكن هناك تأكيد مستقل للأحداث.

 

وحثت المقاومة في الفيديو حكومة الاحتلال الإسرائيلي على وقف هجماتها وإطلاق سراح الرهائن، مع تهديد بالكشف مصيرهم في وقت لاحق، كما أكدت كتائب عز الدين القسام مقتل الرجلين، يوسي شرابي (53 عاما) وإيتاي سفيرسكي (38 عاما)، في "غارة للجيش الصهيوني".

 

ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بنفي المزاعم والتأكيد على أن إيتاي لم يُقتل بنيران إسرائيلية، والرهائن كانوا جزءًا من 240 شخصًا اختطفتهم حماس في هجومها على جنوب إسرائيل في أكتوبر، حيث تم إطلاق سراح بعضهم خلال هدنة واستمرار تجدد التوتر بين الطرفين.

 

فيما أعلن غالانت يوم الاثنين أن العملية العسكرية في جنوب غزة تقترب من النهاية، ولكن حذرت من أن حماس لن توافق على إطلاق المزيد من الرهائن دون مواصلة الضغط، كما أعلن نتنياهو للإسرائيليين أن الحرب ستستمر حتى "النصر الكامل" والقضاء على حماس، مما يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق هذه الأهداف.

 

ونظمت عائلات الرهائن فعاليات في إسرائيل لجذب الانتباه إلى محنتهم في اليوم المائة من أسر الرهائن المتبقين، وناشدوا الجميع داخل وخارج إسرائيل للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، وقتل أكثر من 1200 شخص في هجمات أكتوبر في إسرائيل، معظمهم مدنيون، وأسفر الرد الإسرائيلي عن مئات الضحايا في غزة.

 

كما تعثرت المفاوضات بشأن مصير الرهائن بعد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين خلال هدنة في نوفمبر، مع إعلان إسرائيل عن وفاة 25 منهم، ويظل التحدي بين تحقيق النصر والتسوية الدبلوماسية قضية مستعصية، وقد بدأت المحادثات مجددًا قبل نحو ثلاثة أسابيع، حيث شغلت قطر دور الوسيط الرئيسي، وقام مسؤولون إسرائيليون بزيارة القاهرة الأسبوع الماضي في محاولة لاستئناف المناقشات.

 

كما يشهد النقاش الداخلي في الحكومة الإسرائيلية تقسيمًا حادًا بين المعتدلين الراغبين في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن واليمينيين الذين يؤكدون على أهمية الجهود العسكرية ضد حماس، وتظهر تفاصيل جديدة حول اتفاق محتمل يسمح بوصول الأدوية وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

فيما أكد مكتب نتنياهو الاتفاق الذي يفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، وتتمحور المحادثات حول كيفية تسليم الأدوية والمساعدات بين إسرائيل وحماس.

 

وذكر دبلوماسي مطلع في قطر أن الزيارة التي قامت بها أسر الرهائن أسفرت عن مناقشات سريعة حول تسليم الإمدادات الحيوية للأسرى، محققة نجاحًا أوليًا بشكل محدود بعد استئناف المحادثات في وقت سابق من هذا الشهر، وتأكد الدبلوماسي أن "حماس وإسرائيل أظهرتا استعدادهما لتسليم الدواء"، وأشار إلى استمرار المحادثات مع الطرفين والمنظمات الدولية غير الحكومية، حيث يهدف الحوار إلى تيسير تسليم الأدوية للرهائن الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين في غزة في أقرب وقت ممكن.

 

كما أفادت مصادر بأن الحركة تفتح الباب أمام زيارة لجنة الصليب الأحمر، ولكن بشرط وقف مؤقت لإطلاق النار يسمح بنقل الأسرى من المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية، ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن بعض الرهائن في غزة يتم حجزهم بالقرب من قادة حماس للحماية من الهجمات الجوية الإسرائيلية، ولم تعلق حماس مباشرة حول هذه الادعاءات.

 

من جهتهم، يشير مسؤولون إسرائيليون إلى أن التركيز الرئيسي للمحادثات يظل على وقف الأعمال العدائية وزيادة المساعدات لغزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، بدءًا من الفئات الأكثر حاجة، وفي ظل عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن المسائل الأكثر تعقيدًا، يركز المفاوضون على القضايا البسيطة لكسر الجمود الطويل الذي استمر لعدة أشهر.

 

كما قدم القطريون طلبًا لإسرائيل لتكون أكثر إبداعًا والسعي نحو التقدم للتوصل إلى اتفاق، مشددين على ضرورة فهم أن هناك تكلفة باهظة يجب دفعها، وأن أي توقف في القتال سيعزز التفاوض، حيث تركز المحادثات على توصيل المساعدات الإنسانية لغزة، حيث تعرضت البنية التحتية الطبية للخراب خلال المئة يوم الماضية.

 

وتمت المناقشات بمشاركة مسؤولين أمريكيين ومصريين، وتشير التقارير إلى اقتراح مصري طموح يتعلق بوقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء لإنهاء الحرب، وحماس أعلنت استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن إذا تم إطلاق آلاف الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

 

وبالرغم من طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إجراء زيارة للرهائن، فإن حماس تشير إلى ضرورة وقف مؤقت لإطلاق النار لضمان نقل الأسرى من المواقع الاستراتيجية، ورفضت حماس بشكل مباشر مناقشة طلب إسرائيل بالإفراج عن بعض الرهائن مقابل عودة النازحين في شمال غزة.