هل تصبح السعودية ركيزة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي وبوتين

عُقد اجتماع سري الشهر الماضي بين أوكرانيا وحلفائها من مجموعة السبع ومجموعة صغيرة من دول الجنوب العالمي لمحاولة حشد الدعم لشروط كييف لإجراء محادثات سلام مع روسيا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

 

وعُقد اجتماع مستشاري الأمن القومي الذي لم يُكشف عنه سابقًا في 16 ديسمبر في المملكة العربية السعودية، وجاء في أعقاب تجمعات أكبر معلنة تهدف إلى مواجهة محاولات موسكو لتقسيم أوكرانيا وحلفائها وتصويرهم على أنهم غير راغبين في التفاوض على إنهاء الحرب، وكان الهدف من السرية جزئيًا هو جعل الدول المشاركة تشعر براحة أكبر بشأن الانضمام. وقالت المصادر إن الشكل الأصغر سمح بإجراء مناقشة أكثر حرية وصراحة حول ما يسمى بصيغة السلام في أوكرانيا وخطط دفع هذه العملية إلى الأمام بالإضافة إلى مبادئ التعامل المحتمل مع روسيا في المستقبل.

 

يذكر أن جهود الحلفاء تعثرت في الأشهر الأخيرة مع اقتراب الغزو الروسي من عامه الثالث. وفي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعثرت عمليات الموافقة على أكثر من 100 مليار دولار من المساعدات الحيوية في واشنطن وبروكسل، في حين فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في العام الماضي في تحقيق اختراق كبير في ساحة المعركة.

 

من ناحية أخرى، تقصر بعض دول الاتحاد الأوروبي عن الوفاء بالتعهدات التي قطعتها على نفسها بتزويد كييف بالمزيد من الأسلحة وذخيرة المدفعية، في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا موجات متكررة من الهجمات الصاروخية الروسية. كما أدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى تغذية الخلافات مع الجنوب العالمي.

 

ولم يتم إحراز تقدم كبير في الاجتماع الأخير الذي عقد في الرياض، وفقًا لأشخاص مطلعين على الجلسة الذين طلبوا عدم الكشف هويتهم لمناقشة الأمور غير العامة. وقالوا إن أوكرانيا وحلفائها في مجموعة السبع يواصلون مقاومة دعوات دول الجنوب للتعامل بشكل مباشر مع روسيا.

 

ينظر العديد من الدول المشاركة إلى بكين على أنها مفتاح التأثير على موسكو نظرا للعلاقات الوثيقة بين البلدين. وقالت المصادر إن البرازيل، التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين هذا العام، ساهمت ببيان مكتوب.

 

وأكدت كييف وحلفاؤها في مجموعة السبع وجهة نظرهم بأن السلام العادل يحتاج إلى احترام سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وجادلوا بأن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تتغير ولم يظهر أي علامة على جديته بشأن الرغبة في إجراء مفاوضات جوهرية وقد فشل في احترام الاتفاقيات السابقة. وأوضح الحلفاء أنهم سيواصلون دعم أوكرانيا، وقال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إنهما واثقان من أنه سيتم الاتفاق على حزم الدعم.

 

وقالت المصادر إن أوكرانيا وحلفائها خططوا لعقد اجتماع آخر للمجموعة الأوسع في سويسرا الأسبوع المقبل قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ووجهوا الدعوة إلى أكثر من 100 دولة. وعقدت الدورات السابقة في كوبنهاجن وجدة ومالطا العام الماضي.

 

وزار بوتين المملكة العربية السعودية لإجراء محادثات واسعة النطاق في وقت سابق من شهر ديسمبر، وهي رحلة خارجية نادرة وسط العزلة الدولية التي جلبها غزوه.