"سقوط أخطبوط الإخوان".. ما دلالات القبض على حاكم المطيري في تركيا؟

حاكم المطيري
حاكم المطيري

ألقت السلطات التركية، أمس الاثنين، القبض على الكويتي المتطرف، حاكم المطيري، والمدان بأحكام تصل إلى المؤبد.

 

وولد حاكم المطيري في الكويت في 7 نوفمبر 1964، واشغل منصب أستاذ للتفسير والحديث في كلية الشريعة بجامعة الكويت، واستغل الدين لغايات سياسية، حيث عمل على تغيير الآراء الفقهية لتناسب مصالحه الشخصية ومصالح جماعة الإخوان، التي كان جزءًا بارزًا من كوادرها.

 

سبق له تولّي منصب أمين عام الحركة السلفية في الكويت وحزب الأمة غير المعترف به الذي شارك في تأسيسه، بهدف دعم أهدافه السياسية التي تصل إلى حد تغيير نظام الحكم، في سعيه للعب دور سياسي.

 

ويعتنق المطيري الأفكار المعتمدة من تنظيم الإخوان ويُعتبر داعمًا للإرهاب، حيث تمت إدراج اسمه ضمن قوائم الإرهاب التي أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 8 يونيو 2017.

 

حاليًا يقيم في تركيا ويدير شركة عقارية خاصة به، ويُدير قناة على منصة يوتيوب حيث يُنشر محاضراته في الإسلام السياسي ويروّج لأفكاره المتطرفة والغريبة.

 

وينتمي المطيري إلى جماعة الإخوان المسلمين، وينادي المطيري بأفكار شديدة التطرف تتوافق مع أفكار تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش، حيث نعاه زعيم القاعدة أسامة بن لادن بالبطل وشهيد الأمة.

 

ويعد المطيري أحد المقربين من الإرهابي القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي المدرج على لوائح العقوبات الأمريكية والأمم المتحدة لدعمه المالي للإرهاب.

 

كما يعتبر المطيري أداة حيوية في أي مشروع يستهدف استقرار وأمن دول الخليج العربي، ولم يكن دعمه محصورًا في تطلعات الإخوان ورغبتهم في التوسع، بل شمل خططًا سابقة، بما في ذلك تلقي دعم من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لجهوده في إثارة الفوضى في المنطقة.

 

ويبرز تحول واضح في موقف المطيري من القذافي بعد سقوط نظامه، حيث شدّد في تغريداته على "تويتر" على وحشية القذافي واضطهاده للشعب بعدما كان يتعاون معه في مؤامرات ضد دول الخليج.

 

ومنذ الربيع العربي في عام 2011، أصبح المطيري من أشد المدافعين عن جماعة الإخوان والرئيس التركي أردوغان، والذين يتجاوزون حدودهم في نقد الدول العربية، بما في ذلك السعودية ومصر وسوريا، ولم يكن وطنه الكويت بعيدًا عن جهوده المثيرة للفتن وتقويض استقرار الأوطان.

 

وفي وثائق سرية نشرها موقع نورديك مونيتور السويدي كشفت محادثة هاتفية مسجلة قضائيًا تبين تدخُّل مكتب أردوغان لمنع دخول المطيري إلى تركيا في عام 2013، بناءً على طلب من أسامة قطب، نجل شقيق القيادي الإخواني الراحل سيد قطب، منظِّر العنف والتكفير.

 

وتضمنت المحادثة طلب إلغاء مؤتمر مقرر عقده في إسطنبول بعد الثورة في مصر في يونيو 2013 وإطاحة الإخوان بالحكم.

 

وفي هذه المحادثة، أكد قطب دور المطيري في تنظيم المؤتمر في إسطنبول، وكيف ساعده أردوغان في حل مشكلة حظر دخوله إلى تركيا عندما واجه مشكلات في الحدود في السابق.

 

والإثنين الماضي تم القبض على حاكم المطيري، الكويتي المتطرف المحكوم عليه بأحكام تصل إلى السجن مدى الحياة، من قبل السلطات التركية.

 

وأفاد الحساب الرسمي للمطيري على منصة "إكس" بأن هذا الاعتقال جاء في سياق القضية السياسية التي تم رفعها ضده في الكويت، وتُعتبر هذه القضية سببًا لتنفيذ القبض عليه وفقًا للمعلومات الواردة.

 

ومن المتوقع أن تتخذ السلطات التركية إجراءات لتسليم حاكم المطيري للكويت عبر آلية التعاون الدولي المعتمدة، والتي قد تشمل الانتربول الدولي.

 

ففي إبريل 2021، أصدرت محكمة الجنايات الكويتية حكمًا بالسجن المؤبد على المطيري في قضية معروفة باسم "تسريبات القذافي"، هذه التسريبات كشفت عن وجود تنسيق بين الطرفين بهدف نشر الفوضى في الدول العربية بشكل عام والدول الخليجية بشكل خاص، وذلك من خلال أجندة إخوانية مشتركة.

 

وتم صدور الحكم على المطيري بعد نحو عام من انتشار تسريبات من خيمة الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، التي كشفت عن مؤامرات يخطط لها أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى ضد دول الخليج.

 

ومن جانبه قال الدكتور زايد محمد العمري في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع إكس: "الكويت الشقيقة بدأت خطوات تاديب الخونة من بقايا القذافي بكبيرهم الذي علمهم السحر حاكم المطيري والحسابة بتحسب، إلى بعده".


كما قال منذر آل الشيخ مبارك على حسابه بموقع إكس: "خبر القبض على أحد كوادر الإخوان وإرهابيها في الخليج خبر سار لكل خليجي فالحمدلله الذي مكن من حاكم المطيري".

 

وتابع: "لم يدع حاكم عبيسان المطيرى موضعًا فيه تآمر على الخليج إلا وكان في مقدمة صفوفه بل أن الكويت كانت في مقدمة الدول التي عمل على زعزعتها وهاهو اليوم يباع كأي خائن بلا قيمة".

 

فيما علق عبدالعزيز الخميس أيضًا، قائلا: "القبض على حاكم المطيري وتوقع تسليمه للكويت، له دلالات".

 

وتابع الخميس: "نهاية ربيع الإخوان في تركيا، وعودة الوعي إلى السياسيين الأتراك، وفهم الأتراك لعدم نفع الإخوان وأذرعهم لمصالح تركيا كدولة، وسقوط ورقة استعمال المعارضة الإسلاموية ضد العرب، بالإضافة إلى ثبوت أن الغرب هو الحضن الوحيد للإخونج، والداعم وغير المتقلب، وأن الأنظمة الليبرالية الغربية هي من يوفر حريات التحرك السياسي وليس الاسلاموية كتركيا ( أدعى الإخوان مرارا أن تركيا نظام اسلامي)، وفهم أن المعارضة من الداخل وبأدوات أكثر واقعية وفهم للمجتمع ومتطلباته، أفضل من العنتريات التي تصدر من الخارج ولا تقدم ولا تؤخر داخليا، وتستعمل من الأجنبي ضد الأوطان.