الصحفيون وعائلاتهم.. كيف أصبحوا هدفًا لإسرائيل خلال "حرب غزة"؟

متن نيوز

تتزايد الروايات حول وجود اتهامات للجيش الإسرائيلي باستهداف الصحفيين وعائلاتهم في غزة، حيث اتهمت لجنة حماية الصحفيين إسرائيل باستهداف الصحفيين وعائلاتهم في غزة وسط أعلى عدد من القتلى بين العاملين في مجال الإعلام خلال الحربالحالية.

 

وقالت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك إن ما لا يقل عن 68 صحفيًا وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام قتلوا في غزة وإسرائيل وجنوب لبنان منذ هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر والهجوم الإسرائيلي اللاحق، وأوضحت اللجنة في بيان لها: "لقد قُتل عدد من الصحفيين في الأسابيع العشرة الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة أكثر من أي وقت مضى في دولة واحدة على مدار عام كامل".

 

وأضاف البيان: "وتشعر لجنة حماية الصحفيين بالقلق بشكل خاص إزاء النمط الواضح لاستهداف الصحفيين وعائلاتهم من قبل الجيش الإسرائيلي. وفي حالة واحدة على الأقل، قُتل صحفي بينما كان يرتدي بوضوح شارة صحفية في مكان لم يكن فيه قتال. وفي حالتين أخريين على الأقل"، فيما أفاد صحفيون أنهم تلقوا تهديدات من مسؤولين إسرائيليين وضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي قبل مقتل أفراد عائلاتهم، ودعت لجنة حماية الصحفيين إسرائيل إلى "وضع حد لنمط الإفلات من العقاب الذي طال أمده في حالات قتل الصحفيين على يد الجيش الإسرائيلي".

 

وكان من بين الصحفيين القتلى فلسطينيون وثلاثة لبنانيون، وبالإضافة إلى ذلك، كان أربعة صحفيين إسرائيليين من بين 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا على يد حماس في هجوم أكتوبر الفائت.

 

وقتلت إسرائيل ما لا يقل عن 20 ألف فلسطيني آخرين خلال الحرب الحالية، أي حوالي 1% من سكان غزة، ومن بينهم أكثر من 8000 طفل، وحذرت منظمات دولية، من أن "الصحافة في طور القضاء عليها في قطاع غزة نتيجة لرفض إسرائيل الاستجابة لدعوات حماية الإعلاميين"، وتابعت المنظمات: "ليس لدى المراسلين هناك ملاذ آمن ولا وسيلة للمغادرة. إنهم يُقتلون واحدًا تلو الآخر. ومنذ السابع من أكتوبر، تعرضت الأراضي الفلسطينية لاستئصال حقيقي للصحافة".

 

وقالت لجنة حماية الصحفيين إن هناك "العديد من الصحفيين في غزة يبلغون عن تلقي تهديدات، وبالتالي مقتل أفراد من أسرهم". وقالت إن والد الصحفي أنس الشريف البالغ من العمر 90 عامًا قُتل في غارة جوية إسرائيلية على منزله بعد توجيه تهديدات متعددة لابنه.

 

وقال الصحفي إنه تلقى عدة مكالمات هاتفية من ضباط في الجيش الإسرائيلي يأمرونه بوقف التغطية ومغادرة شمال غزة، بالإضافة إلى ذلك، تلقى ملاحظات صوتية على تطبيق واتساب تكشف عن موقعه.

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصيب سمير أبو دقة، المصور، في غارة بطائرة دون طيار وعلق في مدرسة تابعة للأمم المتحدة، وعندما حاول الناس إنقاذه ونقله للعلاج، تم إطلاق النار عليهم أيضًا، وتوفي متأثرا بجراحه بعد عدة ساعات.

 

وقد توصلت هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى إلى أن هجوم الجيش الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل صحفيي رويترز عصام عبد الله وجرح ستة آخرين في جنوب لبنان ربما كان هجومًا متعمدًا من جانب الجيش الإسرائيلي على المدنيين، وتنفي إسرائيل أنها تستهدف الصحفيين، وتقول إنها تستهدف حماس فقط.

 

ودعت جودي جينسبيرغ، رئيسة لجنة حماية الصحفيين، إسرائيل إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن الأوامر الصادرة للجنود في التعامل مع العاملين في مجال الإعلام.

 

وفي شهر مايو، أصدرت لجنة حماية الصحفيين تقريرًا يوثق "النمط القاتل" المتمثل في قيام القوات الإسرائيلية بقتل الصحفيين حتى قبل النزاع الأخير في غزة، وفحصت المجموعة مقتل 20 صحفيا على يد الجيش الإسرائيلي خلال العقدين الماضيين و"وجدت نمطا من الرد الإسرائيلي يبدو أنه مصمم للتهرب من المسؤولية".

 

وقالت لجنة حماية الصحفيين: "لم تقم إسرائيل قط بمحاكمة جندي بتهمة القتل المتعمد أو غير المتعمد لصحفي".

 

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه "لم ير أي دليل على أن إسرائيل تستهدف الصحفيين عمدا". لكن غينسبرغ قال إن الولايات المتحدة لديها تاريخ في عدم محاسبة إسرائيل على قتل الصحفيين.

 

وتابع: "في العام الماضي، شهدنا مقتل شيرين أبو عقلة، صحفية الجزيرة التي كانت مواطنة أمريكية، ومرة أخرى لم نر أي مساءلة. لقد قُتلت فيما يبدو أنه هجوم مستهدف لأنها أصيبت برصاصة في رقبتها بين خوذتها وسترة الصحافة التي ترتديها".