استغلال "حرب غزة".. خطة خامنئي لتغطية أزمات إيران الداخلية

حرب غزة
حرب غزة

أراد خامنئي عرقلة الانتفاضة الوطنية في الداخل الإيراني، من خلال استغلال محاولاته لإشعال الحرب ومناخات الكارثة في فلسطين، للتغطية على أزمات وفساد النظام المفلس والصراع بين الذئاب داخل سلطته، وليهندس في ظله مشهد الانتخابات النيابية والخبراء الرجعيين.

 

لكن بعد مرور 70 يومًا على هذه الحرب الكارثية واختفاء آثار تبجحاته وعربداته المشينة وأزلامه ممن يكررون خطابه على منابر الجمعه، يبدو أن أزمات الحكومة المفلسة بدأت تتفاقم.

 

وفي مقال بعنوان “تفكك ارتباط الدولة – الشعب من منظور خطب الجمعة” كتبت صحيفة شرق الرسمية عن جهود ممثلي خامنئي للتغطية على أزمات المجتمع: “المجتمع الإيراني اليوم يواجه كل أنواع المحن. ومن طرق رصد أهم قضايا المجتمع، بالإضافة إلى الفضاء الافتراضي، عناوين الصحف الهامة في البلاد. قضايا إفلاس صناديق التقاعد، وعملية الإقصاء، وتلوث الهواء والإغلاق المتكرر في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان، وزيادة سن التقاعد، وفساد الشاي، وفساد مديري الحكومة، وزيادة الضرائب بنسبة 49٪ في ميزانية العام المقبل، والتضخم وارتفاع الأسعار، واستخدام وقود الديزل وما شابه ذلك.

 

وعند النظر في صلوات الجمعة الأربع في المدن الكبرى في إيران تظهر أن هذه القضايا ليس لها مكان في نظر أئمة الجمعة”.

 

ثم يصف هذا المنفذ الإعلامي صلوات الجمعة الأربع في المدن الكبرى مثل طهران ومشهد وشيراز وأصفهان ويبين كيف تم التغطية على المشاكل المذكورة أعلاه في ظل الحرب في غزة من قبل أئمة الجمعة المعينيين من قبل خامنئي.

 

على سبيل المثال، في صلاة الجمعة في أصفهان، يكتب: “لأول مرة، أقيمت صلاة الجمعة في أصفهان بإمامة يوسف طباطبائي نجاد في 8 ديسمبر، بعد حوالي 18 شهرًا عندما لم يتمكن من إلقاء الخطبة بسبب المرض. كما تناول في البداية قضية فلسطين وقضايا المنطقة، ثم تناول ضرورة مشاركة الشعب في الانتخابات البرلمانية المقررة في مارس المقبل. وهو إمام الجمعة الوحيد الذي تناول قضية ارتفاع الأسعار؛ لكن دفاعا عن الحكومة قال لا ينبغي أن نلوم هذه الحكومة على ارتفاع الأسعار… وفي نهاية خطبته قال للشعب لا تقولوا ماذا فعلت لنا الثورة بل قولوا ما‍ذا فعلنا نحن من أجل الثورة”.

 

كما أشارت صحيفة شرق الرسمية ضمنًا إلى القلق والكابوس الذي يعتري قادة النظام عن انتفاضة الشعب، وأعربت عن استغرابها من صمت أئمة الجمعة في طهران وأصفهان عن تلوث الهواء الذي تسبب في إغلاق هاتين المدينتين، وكتبت: “يبدو أنهم في سياق أهم القضايا لم يكونوا في البلاد الأسبوع الماضي وأخبار شاي “دبش” لم تصل بعد إلى أئمة الجمعة. وفي الواقع، بما أن جميع أئمة الجمعة يتم تعيينهم نتيجة لذلك، فيمكن اعتبار خطبتهم الثانية من هواجس السلطة”.

 

ويقول عضو سابق في البرلمان عن جهود ازلام الولي الفقيه في مجلس الشورى في الكشف أزمات وفساد الحكومة وأن هذه الجهود أصبحت الآن فضيحة: “بعضهم لا يبالي عن بعض الحالات مثلا قضية اختلاس شاي “دبش” وهذا الاختلاس، كما أصبحوا ملكيا أكثر ملك في حالة غزة، وهذا أمر غريب! مثلا لم أر ان البرلمان قال كلمة واحدة عن الاختلاس في قضية الشاي أو اولئك الذين يمتلكون منابر ويتفوهون كثيرا عن الثورة، يأتون ويقولون ما حقيقة هذا؟”.