بسبب حرب غزة.. هل تعود ظاهرة القرصنة من قلب الصومال؟

القرصنة في الصومال
القرصنة في الصومال

بدأت تقارير عن احتمالية اختطاف سفينة تابعة للبحرية الإسبانية من قبل قراصنة الصومال تعود إلى الواجهة بعد سنوات من الهدوء، ويربط محللون هذا الأمر بالظروف الراهنة في المنطقة نتيجة الحرب في قطاع غزة.

 

وأفادت قوة مكافحة القرصنة في الصومال، التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن سفينة تابعة للبحرية الإسبانية، تُعرف باسم "إم.في روين"، تتجه بسرعة نحو سفينة تجارية محتمل اختطافها من قبل قراصنة.

 

كما أشارت القوة إلى أن السفينة الإسبانية "فيكتوريا"، التي تقود عملية أتلانتا ضمن عمليات ليونافور، تتجه بسرعة للوصول إلى السفينة المشتبه بأنها تعرضت للاختطاف، وذلك لجمع المعلومات وتقييم الوضع تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

وقبل إصدار البيان من قوة مكافحة القرصنة، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بتلقيها تقريرًا من ضابط أمني على السفينة المحتملة للاختطاف، حيث أفاد بأنها تحمل علم مالطا وتابعة لشركة بلغارية، وتتجه حاليًا نحو الصومال.

 

وتأتي هذه الحادثة في سياق تهديدات ميليشيا الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، حيث قامت بخطف سفينة ونفذت هجمات ضد سفن أخرى كانت في طريقها إلى إسرائيل، معتبرة ذلك ردًا على "الحرب على غزة" حسب ما صرح به مُتحدث باسم الميليشيا.

 

وقراصنة الصومال هم مجموعة من الأفراد الذين يقومون بأعمال القرصنة على سواحل الصومال وفي المياه المجاورة.

 

وبدأت هذه الظاهرة بشكل بسيط عندما كان صيادون يعترضون السفن الأجنبية لمنعها من الصيد في المناطق البحرية التي يُعتبرونها ملكًا لهم.

 

ومع تفاقم الأوضاع في الصومال واستمرار الصراعات والفقر، زادت حالات القرصنة والسرقة المسلحة على السفن.

 

كما تغيرت صورة القرصنة من كونها نشاطًا تقليديًا لصيادين إلى أعمال مسلحة تستهدف السفن التجارية والسياحية بهدف الحصول على فدية.

 

ومن المعروف أن القراصنة يستفيدون من خبرة سابقة في خفر السواحل، مما يمكِّنهم من تنفيذ عمليات اختطاف للسفن على مسافات بعيدة داخل المياه البحرية.

 

وبحسب البيانات التي نشرها البنك الدولي، فإن قراصنة الصومال نفذوا 149 عملية اختطاف بين عامي 2005 و2013، مما أدى إلى احتجاز 3741 شخصًا، وقتل 97 بحارًا نتيجة لهذه الهجمات.

 

وتشير هذه الأرقام إلى تزايد النشاط القرصني وتأثيره السلبي على الملاحة والأمان في تلك المياه.

 

فكانت هناك عدة مواقع يشن منها قراصنة الصومال هجماتهم، وأحد أبرز هذه المواقع هي قرى الصيد في بونتلاند، وهي منطقة في شمال شرق الصومال تتمتع بحكم شبه ذاتي. وقتها، شكل القراصنة قوة اقتصادية كبيرة نتيجة لدخلهم الضخم وتأثيرهم على الاقتصاد المحلي الذي كان يواجه صعوبات مالية.

 

ومن بين الحوادث البارزة للاختطاف، كانت السفينة الأوكرانية "فاينا" في سبتمبر عام 2008، التي كانت تحمل 33 دبابة روسية وقاذفات صواريخ، وكان طاقمها مؤلفًا من 21 بحارًا.

 

وطالب القراصنة فدية بقيمة 20 مليون دولار، لكنهم في النهاية خفضوا المبلغ إلى 3 ملايين دولار قبل إطلاق سراح السفينة.

 

كما هاجم القراصنة أيضًا سفينة الحاويات "ميرسك ألاباما" واحتجزوا قائدها عام 2009، قبل أن تتدخل البحرية الأمريكية وتحرر القائد بعد مقتل 3 من القراصنة.

 

تراجع نشاط القرصنة بعد هذه الحوادث الكبيرة، بسبب التدخل العسكري من الصومال والدول الغربية، فضلًا عن العقوبات القانونية والجهود التثقيفية التي قام بها بعض القراصنة السابقون، فهذه العوامل ساهمت في تقليل النشاط القرصني في المنطقة.

 

وظاهرة القرصنة كانت موجودة منذ وقت طويل، خاصة في خليج عدن، وخاصة في الشق الإفريقي قبالة سواحل الصومال وجيبوتي، ولقد انحسرت تلك الظاهرة في السابق بسبب وجود القواعد العسكرية الغربية.

 

ومع تغير الظروف الإقليمية وتصاعد الصراعات، خاصة بعد حرب غزة ودخول الحوثيين إلى الصراع في المنطقة، شهدت القرصنة عودة للظهور مجددًا.

 

و هذه الأحداث تسببت في تهديد الملاحة في تلك المنطقة، مما دفع السفن إلى تغيير مسارها نحو رأس الرجاء الصالح وهذا الأمر أدى إلى عودة ظاهرة القرصنة.

 

وخروج القوات الأمريكية من الصومال، كما أشار بعض المحللين، ساهم في عودة نشاط هذه الجماعات القرصنية، وهذا قد يؤثر على التجارة العالمية.

 

ولم يُستبعد أن يكون تحرك القراصنة مرتبطًا بالتوترات المحيطة بحرب غزة والأوضاع في المنطقة بشكل عام.