الهدنة في غزة.. تمهيد للتفاوض حول القضية الفلسطينية أم استراحة محارب؟

هدنة غزة
هدنة غزة

بعد الهدنة المعلنة بين إسرائيل وحماس، تتجه الأنظار نحو ما بعد انتهاء أيامها الأربعة، وسط تساؤلات عما إذا كانت ستشهد تجددا لإطلاق النار في غزة أم تمهيدا لتفاوض سياسي.

مبعث التفاؤل يراه البعض في نص الهدنة على أن أيامها الأربعة قابلة للتجديد... في حين أن مبعث التشاؤم ينبع من إن الأمر محكوم بنوعية وجدية الضغوط التي تتعرض لها حكومة إسرائيل داخليًا ودوليًا.

وعلى أي حال فإن الأولوية التي تركز عليها جهود المجتمع الدولي في الوقت الراهن هي تقليص مساحة الصراع، وتجنب تحول الصراع في غزة إلى حرب إقليمية كبرى، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة.

لذلك يمكن أن نتصور الفرضيات التالية:

الفرضية الأولى: عودة جزئية إلى الوضع القائم ما قبل الحرب، لكن مع وجود حدود أكثر تأمينًا بين غزة وإسرائيل، وتوسيع المناطق المحظورة داخل القطاع، واستمرار الحصار شبه الكامل الذي فرضته إسرائيل في 8 أكتوبر.

الفرضية الثانية: إصرار إسرائيل على تهجير الفلسطينيين من خلال استمرار الضغط على سكان القطاع، وضرب المزيد من الأهداف المدنية وتدمير ما تبقى من بنية تحتية.

الفرضية الثالثة: لن يتوقف القتال بل سيستمر حتى تعيد إسرائيل احتلال القطاع بشكل كامل، كما كان الوضع قبل عام 2005.

كذلك هناك عدد من الاحتمالات الأخرى أهمها:

الاحتمال الأولنشر قوة دولية لضمان نزع السلاح الشامل والأمن، مع وضع قطاع غزة تحت إدارة دولية مؤقتة.

الاحتمال الثاني: الاتفاق على هدن متتالية أو متقطعة...كما هو حال الحرب في اليمن. 

غير أن كل تلك الفرضيات والاحتمالات تتوقف على العوامل التالية:

1- ضغط الشارع الإسرائيلي للمطالبه باطلاق بقية المحتجزين، وهذا من الممكن أن يشكل دافعا لتمديد الهدنة أو العودة إليها،.

2-  العامل المرتبط بقرارات وتصرفات الإدارة الأميركية، حيث يبدو من تصريحات واشنطن أن الولايات المتحدة تميل لاستمرار الهدنة لمنع توسع الحرب.

3- قدرة حماس وصمودها قبل وبعد كل هدنه، هو الذي سيجعل إسرائيل تنخرط في مفاوضات لاحقة.

4- جدية حزب الله في الاستمرار في الحرب بعد انتهاء الهدنة، لأن غيابه أعطى وسيعطي إسرائيل قوة للاستمرار بالقتال في غزة، ومن الممكن الانخراط بشكل أكبر في حال عدم تمديد الهدنة.

5- تأثير الوزراء في اليمين المتطرف الإسرائيلي على قرارات الحكومة والجيش في الأيام المقبلة.

6- تأثير العلاقات والضغوط العربية على الإدارة الأميركية خلال فترة الهدنة.

الخلاصة:

لا توجد مؤشرات واضحة وقوية على صمود الهدنة والانتقال إلى التفاوض السياسي...فأكثر ما يمكن توقعه هو تبادل الأسرى ومن ثم تضميد الجراح وعودة النازحين والبدء باعادة إعمار غزة المدمرة.