"سلاح حارق ومميت".. تعرف على قنابل الفسفور الأبيض التي تقصف بها إسرائيل "غزة"

قصف غزة
قصف غزة

 

في الوقت الذي يتعهد فيه الاحتلال الإسرائيلي بتفكيك حماس وشبكتها بشكل كامل، وتنفيذ ضربات مكثفة على أهداف في غزة ردًا على هجوم بري وبحري وجوي من قبل الفصائل الفلسطينية، اتهمت فلسطين إسرائيل باستخدام أسلحة الفوسفور الحارقة في قصف المناطق المكتظة بالسكان داخل قطاع غزة. 

 

وأعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن قلقها على منصة المدونات الصغيرة X، قائلة: "إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا ضد الفلسطينيين في حي الكرامة شمال غزة".

 

شارك رامي عبده، مؤسس المرصد الأوروبي لحقوق الإنسان، مقطع فيديو على منصة X، مؤكدا استخدام إسرائيل للقنابل الفسفورية. وأكد أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم قنابل الفسفور الأبيض السام على مناطق مكتظة بالسكان شمال غرب مدينة غزة". 

 

كانت هيومن رايتس ووتش، وهي منظمة حقوقية مقرها نيويورك، قد استشهدت في وقت سابق بتقارير عن استخدام الاحتلال الإسرائييل لقنابل الفسفور الأبيض في غزة خلال الصراعات الماضية.

 

في حين أن استخدام أسلحة الفسفور الأبيض لتوليد ستار من الدخان وتغطية تحركات القوات أمر مقبول قانونيا، فإن اتفاقية جنيف لعام 1980 تحظر استخدامه في المناطق المكتظة بالسكان. ويعتبر استخدام قنابل الفسفور الأبيض على المدنيين جريمة حرب، واستخدمتها روسيا آخر مرة في باخموت بأوكرانيا.

 

تشير العديد من مقاطع الفيديو والادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن القوات الإسرائيلية تستخدم قنابل الفسفور الأبيض المحظورة في منطقة غزة المكتظة بالسكان. 

 

قطاع غزة، وهو منطقة فلسطينية خاضعة للحصار الإسرائيلي، تحكمه حماس منذ سنوات عديدة. 

 

ويعد قطاع غزة، الذي يخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل، أحد أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض وموطنًا لأكثر من مليوني شخص يقيمون في منطقة مضغوطة بشكل واضح تبلغ مساحتها 362 كيلومترًا مربعًا.

 

ما هي القنابل الفسفورية البيضاء؟

والفسفور الأبيض مادة كيميائية شمعية ذات لون أصفر إلى شفاف ولها رائحة نفاذة تشبه رائحة الثوم.

 

 وهي مادة شديدة الاشتعال تحترق بسرعة وساطعة عند تعرضها للهواء. تستخدمه الجيوش في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، في الأسلحة الحارقة لأغراض مختلفة، مثل إضاءة الأهداف ليلًا أو إلحاق الضرر بالأعداء.

 

ينتج هذا التفاعل الكيميائي حرارة شديدة (حوالي 815 درجة مئوية)، وضوءًا، ودخانًا أبيض كثيفًا، مما يساعد الجيوش في إنشاء ستائر دخان في المناطق الحساسة.

 

خطورة قنابل الفسفور

يمكن أن يسبب الفسفور الأبيض حرائق سريعة الحركة وواسعة النطاق على الأرض. بمجرد اشتعالها، يصعب إطفاء المادة، حيث تلتصق بالعديد من الأسطح، بما في ذلك الجلد والملابس. ويشكل خطرا كبيرا على المدنيين، ويسبب حروقا خطيرة تخترق الأنسجة والعظام، مع إمكانية الاشتعال مرة أخرى حتى بعد العلاج.

 

وتتسبب القذيفة الواحدة في مقتل كل كائن حي حولها، كما تسبب حروقًا عميقة، تصل إلى العظام ويمكن أن تشتعل مرة أخرى بعد العلاج الأولى، فمجرد وقوعه على جسد الإنسان يسبب حروقًا قد تصل إلى العظام، كما أن استنشاق الغاز الناتج عن تلك القنابل يؤدى إلى ذوبان القصبة الهوائية والرئتين، كما أنها قادرة على قتل أي كائن حي في دائرة محيطها 150 مترًا، فهذا السلاح مميت، لأنه يحترق بسرعة عندما يتلامس مع الهواء، ويولد حرارة هائلة ودخانًا سامًا يمكن أن يقتل الشخص على الفور، وشظاياه تخترق عمق جسم الإنسان.

 

ولا يوجد علاج مضاد للفسفور الأبيض أو مشتقاته، لكن يعتمد المنقذون المدربون على خطوات مساعدة للتخفيف من مخاطر الفسفور الأبيض، ومنها: ينقل المنقذ المصاب من منطقة الإصابة أو مصدر الأدخنة إلى مكان آمن، يبدأ المنقذ في إزالة الجزيئات المحترقة الموجودة على الجلد أو داخل العين، يُغسل الجلد أو العين بماء بارد غزير مدة لا تقل عن 15 دقيقة.

 

كما يضع المنقذ قطعة قماش باردة ومبللة لمنع تتابع الاشتعال على الجلد المحترق أو العين، ولا توضع المراهم الدهنية نهائيًا على الجلد، حتى لا تُزيد امتصاص الفسفور الأبيض عبر الجلد، والتأكد من خلو مجرى التنفس من أي انسداد ويمكن إمداد المصاب بالأكسجين المعبأ، ويوضع المصاب تحت الملاحظة ويقاس ضغط الدم وضربات القلب ومستوى السكر في الدم وتشبع الأكسجين، ويمكن إعطاء المصاب محلول وريدي في حالة انخفاض ضغط الدم الشديد.