مواجهات مع الداخل والخارج.. كيف أصبحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في موقف حرج؟

نيتنياهو
نيتنياهو

لا تزال حدة المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين مستمرة، في ظل استمرار ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحكومة اليمين المتطرف التي يقودها بنيامين نيتنياهو، والذي أيضًا يحظى برفض كبير لسياساته وخاصة تلك المتعلقة بتحجيم سلطات المحكمة العليا الإسرائيلية، وهو ما أجج التظاهرات ضد حكومة الاحتلال من الداخل.

وفي تلك الأثناء اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى.، كما نفذ المستوطنون جولات استفزازية في باحاته، وتلقَّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدَّوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه. 

واحتجزت شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب الأقصى، هويات المصلين من الشبان والفتيات، قبل السماح لهم بالدخول إليه.

ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين على فترتين صباحية ومسائية يوميا، باستثناء يومي الجمعة والسبت، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد، كما هو الحال في المسجد الإبراهيمي في مدينة "الخليل". 

وعلى صعيد المواجهات المسلحة، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قرب بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية - في بيان مقتضب - باستشهاد الشاب مهند محمد سليمان المزارعة (20 عاما) برصاص الاحتلال شرق القدس.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت، في وقت سابق، بأن الشاب المزارعة أطلق النار صوب مستوطنين عند مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي المواطنين، ما أدى لإصابة عدد منهم.

وعلقت وزارة وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، على تلك الأحداث مؤكدة إن الاحتلال الإسرائيلي يقوّض فرصة تطبيق حل الدولتين وسط صمت دولي مريب، منددة بانتهاكات قوات الاحتلال ومليشيا المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.

وأضافت الخارجية الفلسطينية في بيان الثلاثاء، أن انتهاكات قوات الاحتلال واعتداءاتها باتت تسيطر على المشهد اليومي لحياة الفلسطينيين، بحيث لا يخلو يوم واحد من تلك الانتهاكات التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما حصل من تجريف أراضٍ واقتلاع الأشجار في ترقوميا، واقتحام للموقع الأثري في سبسطية، وإقدام المستوطنين على تسييج أراضٍ في الأغوار الشمالية، وهدم قوات الاحتلال لمنشأة في دير بلوط، ووقف العمل في منزل قيد الإنشاء في مسافر يطا، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة شمال غرب أريحا.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن استباحة الاحتلال وعناصر المستوطنين الإرهابية للأرض الفلسطينية المحتلة تهدف إلى سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان، ومحاصرة الوجود الفلسطيني ومنع تمدده خارج حدود التجمعات الفلسطينية، بما يعني تعميق عمليات الضم التدريجي المتواصل للضفة الغربية المحتلة وتقطيع أوصالها، من خلال فرض المزيد من التغييرات من اجل إغلاق الباب أمام فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية.

وحذرت الخارجية الفلسطينية، مجددًا، من مغبة التعامل الدولي مع انتهاكات الاحتلال والمستوطنين وجرائمهم كأرقام في الإحصائيات أو كأمور اعتيادية، لأنها تتكرر كل يوم ولا تستدعي وقفة جدية من المجتمع الدولي، وطالبت المجتمع الدولي والدول كافة بتحمل مسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية في اتخاذ ما يلزم من الإجراءات والخطوات العملية لحماية حل الدولتين، ورأت أن إفلات دولة الاحتلال المستمر من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات.