بسبب موجات الطقس الحار.. كيف أصبح تغير المناخ أبرز أعداء الوجود الإنساني؟

التغيرات المناخية
التغيرات المناخية

مع بروز قضية التغير المناخي وبدء الحكومات في التحضير لمؤتمرات متتالية للحديث عن تلك الأزمة، برزت في الأونة الأخيرة محاولات نتيجة توصيات تلك المؤتمرات للحد من التغيرات المناخية الناتجة عن تصرفات وممارسات الإنسان، حتى أصبحت تلك التغيرات المناخية من أبرز أعداء الوجود الإنساني، بعد وفاة عدد كبير من المواطنين في الكثير من دول العالم نتيجة تلك التغيرات المناخية.

وعلى سبيل المثال أصبحت موجات الحر ظاهرة متكررة بشكل متزايد في إسبانيا، وكان صيف عام 2022، بمتوسط درجة حرارة 24 درجة، هو الأشد حرارة منذ بداية السلسلة التاريخية عام 1961، وهو الذي سجل أكبر عدد من الأيام في موجات الحر، حيث بلغ مجموعها 41 يومًا، وفقًا لبيانات من وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet).

تحذيرات 

وأشارت وكالة الأرصاد الجوية، إلى أن هناك احتمالية بنسبة 60٪ أن تكون الأشهر من يوليو إلى سبتمبر 2023 أكثر دفئًا من المعتاد في شبه الجزيرة الأيبيرية، ورفع هذا الاحتمال إلى 70٪ في جزر الكناري وجزر البليار، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

وتوقعت الوكالة، أن التحذير الخاص الأول لموجة الحر من ايميت هذا الصيف بين 25 و28 يونيو وركز على جنوب غرب شبه الجزيرة، ومع ذلك، يشير ايميت إلى أن حلقة درجات الحرارة القصوى لم تلب أخيرًا المتطلبات التي حددتها وكالة الدولة لاعتبارها موجة حر.

وفقا لوكالة الأرصاد الجوية فإنه فى تقرير عن حالة المناخ فى إسبانيا، فإن موجة الحر ذات الامتداد الجغرافي الأكبر والشدة في السلسلة التاريخية - والثانية الأطول - حدثت في الصيف الماضي، بين 9 و26 يوليو 2022، واستمرت الموجة الحارة الثانية في صيف عام 2022 لمدة 18 يومًا، وضربت 44 مقاطعة وقدمت درجة حرارة شاذة بلغت 4.5 درجة مئوية.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية قالت مجلة نيوزويك الشهيرة  إن موجات الحر الشديد، التي أصبحت أكثر تكرارا فى السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ، أصبحت تقتل عددا أكبرا من الأمريكيين.

وسلطت الصحيفة الضوء على بعض حالات الوفيات الأخيرة جراء الإجهاد الحرارى فى ولاية تكساس الجنوبية، وقالت إن سبب الوفاة كان الحر الشديد الذى ضرب بعض ولايات الجنوب نهاية يونيو الماضى، والذى كان سببا أيضا فى زيارات عيادات الطوارئ.

وفيات نتيجة التغيرات المناخية

وسلطت تلك المآسى الضوء على قضية من المرجح أن تصبح أكثر أهمية، حيث تشير أرقام حصلت عليها نيوزويك إلى أن حدوث حوالى 1700 وفاة فى عام 2022 بسبب أسباب مرتبطة بالحر، وهو رقم قياسى جديد. ومع ذلك، فيبدو أنه يقلل بشدة من الأرقام الحقيقية حسب ما تشير الدراسات.

وقال أندرو بريشنج، مدير علوم المناخ فى مركز كليمات سنترال، إن موجات الحر كانت شيئا متوقعا فى ظل مناخ يزداد دفئا. ومن المتوقع أن يكون هناك المزيد من تلك الموجات التي تحدث بوتيرة وكثافة أكبر.

ومع اعتياد الكثير من الولايات الأمريكية، لا سيما فى الجنوب، على درجات الحرارة القياسية كل صيف، فإن خطر الوفيات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة سيزداد على الأرجح بشكل هائل، وفقا للخبراء. بل إنه فى الحقيقية قد تفاقم بشكل كبير.

 وأوضحت كاثلين كونلى، المتحدثة باسم المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية، أنه بين عامي 1999 و2022، كان أعلى معدل للوفيات المرتبطة بالحرارة فى عام 2022، وفى المركز التالى كان عام 2021، مشيرة إلى أن الآثار الصحية المرتبطة بالحر أصبحت أكبر بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة.