كيف وظفت مصر جهودها الدبلوماسية لوقف الصراع في السودان؟

الخارجية المصرية
الخارجية المصرية

تعمل مصر منذ اللحظات الأولى لبدء الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إيقاف ذلك الصراع المسلح من عدة منطلقات أبرزها أن السودان هي الجارة الجنوبية لمصر، فضلًا عن كونها عمقًا استراتيجيًا للدولة المصرية، وهو ما دعا الخارجية المصرية لإجراء عدة اتصالات مكثفة مع الأطراف الأفريقية والدولية والإقليمية الفاعلة للتوصل إلى هدنة بين أطراف النزاع حفاظًا على أرواح المواطنين وحتى لا تدخل السودان في دائرة الصراعات مجددًا.

اتصالات مكثفة 

وفي هذا الإطار بدأت وزارة الخارجية المصرية ممثلة في الوزير سامح شكري، في إجراء عدة اتصالات مع نظراءه في العالم العربي والأفريقي والغربي للتوصل إلى نوع من الوساطة مع الأطراف السودانية الفاعلة في المشهد العسكري لإيقاف ذلك النزاع المسلح، حيث أجرى اتصالًا هاتفيًا، مع وزير خارجية تشاد محمد صالح النضيف بشأن تطورات الوضع في السودان.

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الإتصال شهد تبادل الطرفين وجهات النظر حول تطورات الازمة، حيث اتفقا بشأن ضرورة العمل على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على وجه السرعة، بما يضع حدًا للخسائر في الأرواح والممتلكات، ويحقن دماء الشعب السوداني الشقيق.

وأضاف السفير أحمد أبو زيد أن الوزير شكري شدد على أهمية تكامل جهود ومساعي الأطراف الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة، مشيرًا إلى ضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يعيق جهود الحل السلمي.

الشعب السوداني

كما تواصل شكري مع وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي تناول تطورات الوضع في السودان، وحرص وزير الخارجية على استعراض الجهود التي تقوم بها مصر لاحتواء الأزمة، والاتصالات التي تقوم بها مع الأطراف الفاعلة إقليميًا ودوليا، وعلى الساحتين العربية والإفريقية من أجل ضمان وحدة الرسالة التي يتم توجيهها للأطراف، والتأكيد على خطورة استمرار المواجهات الحالية التي تصيب جميع أبناء الشعب السوداني بأضرار بالغة. 

وقد اتفق الطرفان على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان، بما يحفظ أرواح وممتلكات الشعب السوداني الشقيق.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الإتصال تناول أيضًا ضرورة العمل على تنفيذ نتائج وتوصيات الاجتماع الطارئ الأخير لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، موضحًا أن الجانبين اتفقا على استمرار التشاور والتنسيق بشأن الأزمة خلال الأيام القادمة.

تدهور الأوضاع الأمنية 

كما تواصل شكري مع وزير خارجية المملكة المتحدة "جميس" كليفرلي" بشأن تطورات الأزمة في السودان، وأكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير البريطاني أعرب عن قلق بلاده البالغ من تطورات الأحداث في ظل ما تشير إليه كافة المؤشرات من تدهور كبير للأوضاع الأمنية، طالبًا التعرف على تقييم الوزير سامح شكري لمجريات الأزمة. 

وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن الوزير سامح شكري قام باستعراض محصلة الاتصالات والتقييم المصري للوضع الراهن في السودان بشكل مفصل، منوهًا بأهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت.

كما شدد الوزير شكري على ضرورة التحدث مع الطرفين المتنازعين للاستماع لصوت العقل وحقن دماء الشعب السوداني الشقيق. 

وأضاف السفير أحمد أبو زيد أن الوزير شكري أكد أيضًا على ضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يؤجج الصراع بالإضافة إلى أهمية تكامل جهود ومساعي الأطراف الدولية والإقليمية لإحتواء الأزمة. وقد اتفق الوزيران على استمرار التنسيق والتشاور خلال الفترة القادمة لمتابعة جهود احتواء الأزمة.